ما جاء الإسلام إلا ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده, ونبذ عبادة كل ما
سواه, بشرا كان أو حجرا "واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون,
ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا, ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا"
(الفرقان 3)
يقول الله-سبحانه-: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" (الأنبياء 25)
ويقول
إبراهيم-عليه السلام- لأبيه, منكرا عبادته للأصنام من دون الله "وإذ قال
إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين"
(الأنعام 74) وفي سورة أخرى يقول لأبيه: "يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا
يبصر ولا يغني عنك شيئا" (مريم 42) وعن هذه الأصنام والأحجار التي كانت
تعبد من دون الله, يقول الله-سبحانه: "ألهم أرجل يمشون بها, أم لهم أيد
يبطشون بها, أم لهم أعين يبصرون بها, أم لهم آذان يسمعون بها؟ قل ادعوا
شركائكم ثم كيدون فلا تنظرون" (الأعراف 195)
وسئل النبي-صلى الله عليه وسلم- : أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك)
وأول
شيء فعله بعد فتح مكة كان تكسيره للأصنام, وبدأ بالتي كانت داخل الكعبة
وحولها, وهو يقرأ قول الحق-تبارك وتعالى- "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا" (الإسراء 81)
فكيف بعد كل ذلك يقول قائل: إن المسلمين يعبدون الكعبة؟
الكعبة
ما هي إلا قبلة يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم كمظهر من مظاهر وحدتهم
ووحدة هدفهم, وهم يزورونها ويطوفون حولها امتثالا لأمر الله لهم بذلك,
والمسلمون يعلمون أنها حجر لا يضر ولا ينفع, ولكن المسلم يمتثل لأمر الله
حتى وإن لم يعرف الحكمة من وراء ذلك, لأن ذلك من مقتضيات العبودية لله رب
العالمين.